رجـــــب وما يحدث به من عجب

فضّل الله تعالى بعض الأيام والليالي والشهور على بعض، حسبما اقتضته حكمته البالغة؛ ليجدّ العباد في وجوه البر،ويكثروا فيها من الأعمال الصالحة، ولكن شياطين الإنس والجن عملوا على صدّ الناس عن سواء السبيل، وقعدوا لهم كل مرصد؛ ليحولوا بينهم وبين الخير، فزينوا لطائفة من الناس أن مواسم الفضل والرحمة مجال للهو والراحة، وميدان لتعاطي اللذات والشهوات.

وحرّضوا طوائف أخرى سواء أكانوا ممن قد يملكون نوايا طيبة ولكن غلب عليهم الجهل بأحكام الدين أو من ذوي المصالح والرياسات الدينية أو الدنيوية الخائفين على مصالحهم وزوال مواقعهم من مزاحمة مواسم الخير والسّنّة مواسم مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان.

قال حسان بن عطية: “ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة” (1)، بل قال أيوب السختياني: “ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً”(2).

ولعل من أبرز تلك المواسم البدعية: ما يقوم به بعض العباد في كثير من البلدان في شهر رجب …….

اقوال بعض السلف

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، وبعد:
هذه تحف مجموعة من كتاب أو محاضرة أو موسوعة؛ مما قيل فيها ” قال بعض السلف”، عبارة عن درر وفوائد، حكم وفرائد، فيها العظة والعبر، يحتاج لها المسلم في جميع الأوقات، سيما في عصرنا الذي طغت عليه الماديات، وعمت فيه الفتن المدلهمات، وانتشرت الشبهات والشهوات، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الزهد والورع والاستقامة والثبات.

قال بعض السلف:

1- إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه، وليس يناله أحد بالحسب، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم[1].

2- رأيت الشيطان فقال لي: قد كنت ألقى الناس فأعلمهم، فصرت ألقاهم فأتعلم منهم[2].

3- العلماء ثلاثة( عالمٌ بالله ليس عالماً بأمر الله، وعالمٌ بأمر الله ليس عالماً بالله، وعالمٌ بالله وبأمر الله )[3].

4- من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الآخرة والدنيا[4].

5- من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا[5].

6- من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؛ لأن اليهود خالفوا على علم، والنصارى خالفت على ضلالة[6].

7- من عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم[7].

8- كل عز لم يوطده علم فإلى ذل يؤول[8].

9- يكون في آخر الزمان علماء يُزهِّدون في الدنيا ولا يَزهَدون، ويرغّبون في الآخرة ولا يرغَبون، ينهون عن غشيان الولاة ولا ينتهون، يقربون الأغنياء ويبعدون الفقراء، وينقبضون عند الحقراء، وينبسطون عند الكبراء، أولئكم الجبارون أعداء الرحمن عز وجل[9].

10- من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا[10].

11- طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله[11].

12- من طلب العلم لوجه الله لم يزل مُعانا، ومن طلبه لغير الله لم يزل مُهانا[12].
13- الجاهل صغير وإن كان شيخا، والعالم كبير وإن كان حدثا[13].
14- رأس العلم خشية الله[14].

15- يفسد الدين نصف متعلم، ويفسد الأبدان نصف طبيب، ويفسد اللغة نصف نحوي[15].

16- لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر[16].

17- يبلغ من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقر الدرهم بظفره فيعلم وزنه ولا علم له بشيء من دينه[17].

18- من علم وعمل وعلَّم، فذلك يدعى عظيماً فى ملكوت السماء[18].

19- من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح[19].

20- صنفان إذا صلحا صلح سائر الناس، واذا فسدا فسد سائر الناس، العلماء والأمراء[20].

عـــيــــد الـحــــب

عيد الحب” ، هكذا يسميه بعض المسلمين والكفار، وأما اسمه الأصلي فهو يوم أو عيد القديس “فالنتاين” (VALENTINE’S DAY) وقد حدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي، لعقيدة محددة عندهم ليس هذا محل سردها.

 

وما كان لنا أن نقف أو نلتفت لهذا العيد فهو من جملة عشرات الأعياد عندهم، ولكن لوجود من تأثر به من المسلمين والمسلمات؛ فقد وجب أن يعرف إخواننا وأخواتنا ممن يحاول المشاركة فيه بقيامهم ببعض الطقوس الخاصة به، وهم لا يدرون أن هذا العيد وهو ما يسمى (عيد الحب) عيد ديني لها ارتباط وثيق بعقيدة النصارى، وهم ـ اعني النصارى ـ متخبطون في نسبته هل هو من ارثهم، أو من ارث الرومان الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون، فجعلوا للحب إلهاً على طريقتهم في الاعتداد بآلهة أخرى، كما لهم من الآلهة المزعومة للنور وللظلماء وللنبات وللأمطار وللبحار وللأنهار وهكذا…
 
نسأل الله أن يحصن المسلمين والمسلمين وأن يرزقهم اتباع الهدي القرآني والنبراس النبوي هو ولي ذلك والقادر

أيتها المسلمة ، يا أمة الله :إن الحجاب شرف وعزة ، وهو قبل ذلك سبب حلول الرحمة والرضوان ، يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب/59 فلا تستصغري في نفسك قطعة القماش تلك ، فهي تخفي وراءها طهرا وعفة وخلقا وأدبا ، وهي هدي أمهات المؤمنين ونساء الصالحين ، هدي خديجة وفاطمة وعائشة وحفصة وأم سلمة وسائر الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله
يا أمة الله :إن مما يدمي القلب أن نرى أفواج الفتيات المسارعات إلى التبرج والسفور ، لا تلوي إحداهن على خُلُق ، ولا تستحي من الخَلق ، ولا تتردد في كشف مفاتنها وإبداء زينتها ، مخالفةً فطرةَ الحياء التي فطر الله النساء عليها ، ولكنها – بتزيين الشيطان لها – تقوى على ذلك ، وتتفنن في المعصية
فهل يبقى بعد ذلك سبب للخجل من لبس الحجاب أو النقاب ؟ وهل نرضى أن يجترئ أهل المعصية بمعاصيهم ، ويستحيي أهل الطاعة بطاعتهم وعفتهم وطهارتهم ؟!! وهل هانت في أنفسنا أوامر الله حتى نجعلها عرضة لأهواء الناس ونظراتهم
إن أول وأهم خطوة في لبس الحجاب هي القناعة بفرضيته ، والتسليم لأمر الله بحتميته ، فليس للمؤمنة فيه خيار ، فالله سبحانه وتعالى يقول : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/36
ثم عودي نفسك على تجاهل نظرات الناس وكلماتهم ، فإرضاء الناس غاية لا تدرك ، ومن راقب الناس مات غما ، وأيقني أن الله سبحانه وتعالى راض عنك بطاعتك ، وهو مطلع على ما تتعرضين له في سبيل استقامتك ، وسيجعل لك بعد عسر يسرا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنِ التَمَسَ رِضَاءَ اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنِ التَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) رواه الترمذي وصححه الألباني
وقد كتبت عائشة رضي الله عنها بهذا الحديث إلى معاوية ، بعد أن طلب منها النصيحة ، وكتبت إليه مرة أخرى فقالت : أما بعد ، فاتق الله ، فإنك إذا اتقيت الله كفاك الناس ، وإذا اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا  والسلام
فتذكري أن الإنسان مرتهن بعمله ، وأنه إذا أسلمه الناس إلى قبره ، وأهالوا التراب على جسده ، فلن يجد في شيء أنيسا ولا جليسا إلا عمله الصالح ، وتنقطع عنه جميع الأسباب حينئذ إلا أسباب الخالق عز وجل ، فليستعد كل امرئ منا لذلك الموقف العظيم ؟!
يقول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) عبس/34-37 ويقول سبحانه : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف/67
فإياك أن تكوني من الغافلين ، وإياك أن تستعملي التسويف والتأجيل ، وبادري بالخير قبل فوات الأوان ، فالدنيا أيام فانية ، وشهوات زائلة

 


 

 

 

بيان رابطة علماء المسلمين حول الحرب الفرنسية الظالمة ضد مسلمي مالي


وحيال هذا الظلم والعدوان نبين للأمة ما يأتي:

أولاً: ما فعلته فرنسا حرب وعدوان على المسلمين، يجب إنكاره، ولا يجوز إقراره فضلاً عن دعمه مادياً أو إعلامياً أو بأي نوع من أنواع الدعم المعنوي، فمظاهرة الكافرين على المسلمين من نواقض الإسلام كما هو ظاهر القرآن وبينه أئمة وعلماء الإسلام، ولاسيما إن كان الكافر يعلن بأن حربه على قوم يريدون إقامة حكم إسلامي في بلدهم، فإعانته الكفار في هذه الحال من الموبقات العظيمة التي لا يجوز لمسلم أن يسهم فيها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [المائدة: 51-52].

ثانياً:
على جميع المسلمين دولا وشعوبا رد هذا العدوان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ودعم المجاهدين هناك بما أطاقوا، فإن لم تكن لهم على الحرب قدرة، ولم يكن لهم إلى دعم المجاهدين سبيل، فلا أقل من الوساطة للخروج بحل سلمي مشروع يكف المعتدي، ويصلح ما بين الإخوة في مالي، ويقع على عاتق أهل العلم والعقل والديانة في تلك البلاد من ذلك الثقل الأكبر، وكل ذلك من جملة الولاء الواجب بين المؤمنين. لأن الكفار يوالي بعضهم بعضا، كما بين سبحانه (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [الأنفال: 73]، وقد فعلوا ذلك، فتمالؤا في هذه النازلة، ودعموا الفرنسيين دون مواربة، وحري بالمؤمنين أن يوالي بعضهم بعضاً: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [الأنفال: 72].




ثالثاً:
حال المسلمين اليوم، تقتضي العمل على إقامة الدين بحكمة، فتراعى العواقب، وتدرك حدود الطاقة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وما آتاها، ورحم الله امرئً عرف قدر نفسه، وقدر قبل الخطو لرجله؛ فلم يعنت نفسه أو يسبب العنت لغيره، لكن تقدير هذه الأمور كثيراً ما يكون موضع اجتهاد، فلا يجوز أن يكون الخلاف فيه سبباً في خذلان المسلم لأخيه المسلم، ولا مسوغاً لإسلامه لعدوه، دع الإعانة عليه أو الشماتة به، أو إقرار احتلال بلاده، فهذا فعل من لا خلاق لهم، وقد قال الله فيهم: (الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [آل عمران: 168]، وقد كان هذا يوم أحد حيث خرج المسلمون باجتهاد، ونزلوا من الجبل باجتهاد.




وأخيراً،
فإن مما ليس لمسلم أي عذر فيه هو واجب النصرة بالدعاء لإخواننا في مالي بأن يذل الله أعداءهم، وينصرهم عليهم، وأن يرزق المسلمين من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء، وأن يلطف بهم، ويداوي جرحاهم ويشفي مرضاهم، ويرحم قتلاهم، وأن ينجي المستضعفين ويهلك الظالمين، والحمد لله رب العالمين.

أبو أروى المصري

        

                             

من ارض الكنانة…….   
من ارض البطولات وحصن الإسلام…..
من مصر الطيبة ….
قدم علينا الأسد أبو أروى المصري تقبله الله في عليين….
شاب طموح جريء…..
تختلج في صدره هموم الأمة…..
وتنحصر بين جنبيه آهات الثكالى وأنات المضطهدين…..
أبى على نفسه الخنوع والعيش كالدواب من أكل ونوم …..
عاهد الله على الجهاد والاستشهاد …..
هاجر بدينه وفكره وطموحه بعيدا عن أوحال الحياة الفانية …..
ومن بلد لبلد ومن مكان لآخر حتى وصل إلى باكستان ……
ومنها انطلق إلى ارض الفداء أفغانستان …..
وصل أفغانستان أيام الحرب مع الروس والشيوعيين (الحرب الأولى)….
واعد نفسه واستعد …..
خاض المعارك وانغمس فيها حاسرا مقبلا……
دخل المجاهدون ذات يوم معركة مع الشيوعيين بالقرب من كابل…..
وكان معهم أبو أروى المصري……
بعد العملية أصيب الأخ أبو ذر التونسي بإصابات بالغة…..
فكان جسمه محروقا بالكامل…..
تأثر المجاهدون له وكان أشدهم تأثرا هو أبو أروى …..
تقسمت مجموعات المجاهدين للحراسات في الجبهة ……
كان نصيب أبو أروى خندقا متقدما …..
نزل الأمير(ابومصعب الشرعبي) الفجر ليتفقد الرعية والحراسات…..
ووجد خندق أبو أروى خالي…..
سأل الأفغان من حوله فأخرج له احدهم ورقة بخط يد أبو أروى…..
يعتذر بها من الأمير ويخبره بأنه سينتقم لأبي ذر التونسي….
كان أمام المجاهدين خمس دبابات للشيوعيين بداخل غرف مبنية من الاسمنت…..
وكانت تقظ مضاجع المجاهدين ويقصفونها ولا يصيبوها لشدة بناية خندقها….
اخذ أبو أروى معه عدة قذائف آر بي جي والتف خلف خط العدو….
وبدأ بقصف الدبابة الأولى فحطمها …..
والثانية والثالثة حتى الخامسة ….
المجاهدون يكبرون وهم يدعون لأبي أروى بالسلامة …..
هرب العدو من الخط يظنه التفاف قام به المجاهدون ….
وحين تأكدوا انه رجل واحد رجعوا إلى أسلحتهم وبدأوا يقصفون أبو أروى….
رموه بالبيكا برصاصات رسام مخيفه …..
وهو قادم بكل سرعته باتجاه المجاهدين ….
الكل يكبر ويدعوا له بالسلامة …..
وما هي الا لحظات حتى سقط وسكت تكبير المجاهدين….
ثم نهض وأكمل مسرعا حتى وصل إلى المجاهدين اللذين استقبلوه بحرارة وحفاوه….
وبعدها بفترة بسيطة كانت هناك معركة أخرى على قمة جبل بنفس المنطقة …..
وحين اقتحم المجاهدون الجبل كان في مقدمتهم …..
أصيب بطلقتي بيكا في نحره فخر شهيدا …..
تقبل الله أخينا أبا أروى واسكنه عليين….
كم نحتاج من أبو أروى ليثأر لنا ممن احرقنا وامتهننا….
تقبل الله منه ما عمل

سلام عليكم بما صبرتم

ما رأيك لو خصك عظيم من عظماء الدنيا بتحية خاصة ، وأثنى عليك ، قبل أن تلج إلى قصر وارف أعده لك لقاء ما طلبه منك ؟!
شعور خيالي ستشعر به حينها !
تأمل معي قول الله عز وجل : ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ).
يا الله الملائكة تحييك أيها المؤمن ، وتسلم عليك ، وأين ؟!
في الجنة ، التي أعدها الله لك .

نعيم الدنيا كله يتلاشى أمام نعيم الجنة وما فيها ، من رؤية الله عز وجل ، ومجاورة الأنبياء ، ( فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ).

ولكن متى تلج هذه الدار ؟!
بعد أن تصبر نفسك على طاعة الله ، وحينها تسلم عليك ملائك الرحمن ، بل تتمتع برؤيته جل جلاله في نعيم لا يصل إليه نعيم ، فهو أنعم ما في الجنة .

ولكن تذكر : ( بما صبرتم ).

فاصبر على طاعة الله وأدها أحسن أداء ، واصبر عن معصية الله واعلم أنها سبب للحرمان من رؤية الله عز وجل.

واعلم أن الصبر مفتاح أساسي لأبواب الجنان : (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً ) ، (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاماً ) .

وهو من قبل ذلك مفتاح أساسي للوقاية من الفتن والثبات على هذا الدين : ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ) .
(تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك. ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ).

يكفي أن تعلم أيضا أن الله معك أيها الصابر على دينه : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) ومن كان الله معه فمن أي شيء يخاف ، وعلى أي شيء يحزن .
وأن الله جمع لك ثلاث لم يجمعها لغيرك : ( أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون).
بل ادخر لك الأجر والثواب ، وما ظنك بالكريم الذي لا تنفد خزائنه ، ويده بالخير سحاء ، ينفق كيف يشاء ، يقضي لكل واحد مسألته ولا يبالي ، ما ظنك به جل جلاله إذا ادخر لك شيئا ؟!
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

حين تتأمل الصبر في القرآن ومواضعه التي زادت عن المئة موضع تدرك قيمته ومنزلته وأنه مفتاح رئيسي للنجاة من الفتن ولمداومة الطاعات ولمواجهة منكري الدعوات وللبعد عن المعاصي وللثبات عند المصيبة بل وللإمامة في الدين وللنصر على الأعداء ولدخول الجنة.
حين تتأمل ذلك ثم تجاهد نفسك على التحلي بهذا الخلق الفاضل :
حينها فقط : فلتستعد لذلك السلام النوراني :

( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)

دعوة أخيرة : حاول العيش مع مواضع الصبر في كتاب الله عز وجل وتأملها ونزلها على حياتك ومواطن الصبر التي تحتاجها فيها .

أعياد الكفار وحكم المشاركة فيها

تقرر سابقا أنّ الإهداء لهم في عيدهم لا يجوز لأنّه من إعانتهم على باطلهم وأيضا عدم جواز هدية المسلم المتشبه بهم في عيدهم لأنّ قبولها إعانة له في تشبهه وإقرار له وعدم إنكار عليه الوقوع في هذا الفعل المحرم.

وأمّا قبول هدية الكافر إذا أهدى للمسلم في وقت عيد الكافر فهو مثل الهدية في غيره لأنّه ليس فيه إعانة على كفرهم والمسألة فيها خلاف وتفصيل ينبني على مسألة قبول هدية الكافر الحربي والذمي.

علما بأنّ هديتهم على نوعين:

1- ما كان من غير اللحوم التي ذبحت لأجل عيدهم كالحلوى والفاكهة ونحوها، فهذا فيه الخلاف المبني على مسألة قبول هدية الكافر عموما والظاهر الجواز لما مضى أنّ عليا رضي الله عنه قبلها ولما ورد أن امرأة سألت عائشة رضي الله عنها قالت: “إن لنا أطيارا من المجوس وإنّه يكون لهم في العيد فيهدون لنا فقالت: أمّا ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ولكن كلوا من أشجارهم”.[أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الأطعمه من مصنفه (5/521) برقم (16342)]. وفي الاقتضاء (إن لنا آظارا) وهو جمع ظئر. قال محقق الاقتضاء: “ولعل المقصود به الأقارب من الرضاعة”.

وعن أبي برزة رضي الله عنه: ” أنّه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان فكان يقول لأهله: ما كان من فاكهة فكلوه وما كان غير ذلك فردوه”. المصدر السابق برقم (26342) .

قال شيخ الإسلام: “فهذا كله يدل على أنّه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم؛ بل حكمها في العيد وغيره سواء لأنّه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم”. [الاقتضاء (2/455 – 555)].

2- أن تكون هديتهم من اللحوم المذبوحة لأجل عيدهم فلا يأكل منها لأثر عن عائشة وأبي برزة السابق ذكرهما ولأنّه ذبح على شعائر الكفر.

تخصيص أعياد الكفار بالصيام مخالفة لهم:

اختلف العلماء في ذلك:

1- فقيل بعدم كراهة صيام أعيادهم لأجل مخالفتهم وهذا ضعيف.

2- والصواب عدم جواز تخصيص أعيادهم بالصيام لأنّ أعيادهم موضع تعظيمهم فتخصيصها بالصيام دون غيرها موافقة لهم في تعظيمها.

قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: “وقال أصحابنا: ويكره إفراد يوم النيروز ويوم المهرجان بالصوم؛ لأنّهما يومان يعظمهما الكفار فيكون تخصيصهما بالصيام دون غيرهما موافقة لهم في تعظيمهما فكره كيوم السبت وعلى قياس هذا كل عيد للكفار أو يوم يفردونه بالتعظيم”. [المغني (4/924) وانظر الاقتضاء (2/975)].

“وهذا الحكم فيما إذا قصد تخصيصه بالصوم لأنّه عيدهم. أمّا لو وافق نذرا أو صيام تطوع أو نحوه من دون قصد موافقة عيدهم فلا بأس به”. انظر: [حاشية ابن قاسم على الروض المربع (3/064)].

وضابط مخالفتهم في أعيادهم أن لا يحد ث فيها أمرا أصلا بل يجعل أيام أعيادهم كسائر الأيام. انظر: [الاقتضاء (2/815)].
فلا يعطل فيها عن العمل ولا يفرح بها ولا يخصها بصيام أو حزن أو غير ذلك.

وذكر شيخ الإسلام ما يمكن أن يضبط به التشبه فقال رحمه الله تعالى: ” والتشبه: يعم من فعل الشيء لأجل أنّهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير فأمّا من فعل الشيء واتفق أنّ الغير فعله أيضا ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي كون هذا تشبها نظر لكن قد ينهى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه ولما فيه من المخالفة”. [الاقتضاء (1/242)].

الكريسمس ورأس السنة والأعياد البدعية

الكريسمس ورأس السنة والأعياد البدعية                    تاريخ النشر:26 محرم 1434

الصراع بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاء طائفة على الحق رغم الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سبيل الضالين؛ لأنّ الذي أخبرنا بوقوع ذلك لا محالة حذَّرنا من هذا السبيل، وأمرنا بالثبات على الدين مهما كثر الزائغون، وقوي المنحرفون، وأخبرنا أنّ السعيد من ثبت على الحق مهما كانت الصوارف عنه.
 
ولسوف يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقوام ينحرفون عن الحق صوب الباطل يغيرون ويبدلون، وعقوبتهم أنّهم سيُحجزون عن الحوض حينما يَرِده الذين استقاموا ويشربون منه كما قال عليه الصلاة والسلام: «أنا فرطكم على الحوض؛ وليُرفعن إليَّ رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب! أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». وفي رواية: «فأقول: سحقاً لمن بدَّل بعدي».

 

ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم اتِّباع أعداء الله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة والكونية، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإنّ المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلاّ من رحم الله تعالى حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع والمناهج.